التقدير الجمالي للمتناقضات المتکاملة في فنون ما بعد الحداثة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية الفنية جامعة حلوان

المستخلص

يشير مصطلح ما بعد الحداثة إلي مجريات فترة ما بعد الستينات و أوائل السبعينات و حتى التسعينات من القرن العشرين  ، " فلم تکن فترة ما بعد الحداثة امتدادا لفترة الحداثة و لکنها کانت في اتجاها مغايرا تماما ، تناهض في کل ما هو غير ثقافي و حدثي احتجاجا و دعوة إلى الأصول کمنبع و التراث کمثير و إعادة لغة الشکل بعد أن اختفت و البحث عن الذات دون الأخذ بالهوية العامة و لترک الهوية الخاصة تتعرض لأشکال التصادم الحضاري "  ، حيث رفعت نهائيا الحواجز  بين التعبير الفني و الحياة و الخروج عبر المساحات التعبير الفردية الحرة ، و تتجسد اتجاهات ما بعد الحداثة في اتهام الناقد جاک هنريک " إن المتحف ما هو إلا حضانة اصطناعية و أن ثورة ما بعد الحداثة تتجه إلى الخروج من جدران العرض في المتحف " 
و اتسمت فنون ما بعد الحداثة بالتعددية نتيجة الانفتاح على العالم و تعبيرا عن الحياة الواقعية و ما تتضمنه من ثنائيات متناقضة و متکاملة ، و استحدثت أبجدية تشکيلية غير نمطية بعيدة عن المتعارف عليه سواء کان على مستوى الأفکار أو الخامات أو الأساليب و التقنيات أو حتى طرق العرض ، و جمع الفنان في أعماله الفنية بين العناصر المتنافرة و المتناقضة ، و تجلت سمة التناقص کمفهوم لتلک المرحلة وهو ما يمکن دراسته دراسة جمالية تهدف إلى تقدير فنون ما بعد الحداثة و تفسيرات دلالاتها الممکنة  .
فوظيفة النقد تقييم العمل الفني و إصدار الحکم عليه جماليا طبقا للمعايير والأسس الجمالية المتفق عليها متناولا بنية العمل الفني و مضمونه بهدف الارتقاء بالتذوق الفني و تنمية الذوق العام ، من خلال الدراسات المستمرة القائمة على النظريات الفلسفية و العلمية ،  و استخدام فلسفة التناقض لدراسة فنون ما بعد الحداثة هو تطبيق جديد في مجال الفن التشکيلي  ، حيث أن الظواهر يفسرها منطق ثنائي ، هذا إن المنطق يعمل على تسهيل إجراء التحليل للظواهر المدروسة بنيويا ، فالتقابل – التناقض - هو القاسم المشترک في عدد کبير من الأنشطة التي تبدو غير متجانسة فيما بينها ، بمعنى أنه يعمل على تحديد معاني الظواهر على اعتبار أنها ليست أمورا فطرية ، وإنما يستدل عليها من ذلک الاتساق الباطني للعلاقات بين العناصر و التي لابد أن تجئ متوافقة مع مجموعة المعطيات الملاحظة للشکل . 

نقاط رئيسية

ا

الكلمات الرئيسية